منبج: مدينة تحت وطأة الفوضى والنهب
تحولت مدينة منبج، التي كانت يومًا رمزا للتعايش السلمي والتنوع الثقافي، إلى ساحة للفوضى والنهب منذ أن وقعت تحت سيطرة ما يُعرف بـ"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا. هذه المدينة، التي تُعتبر واحدة من أعرق مدن شمال سوريا، تعيش اليوم في ظل أوضاع مأساوية نتيجة للتصرفات غير المسؤولة التي تمارسها هذه الفصائل المسلحة التي باتت تُوصف بالمرتزقة.
الفوضى والنهب: واقع مرير
منذ دخول "الجيش الوطني" إلى منبج، أصبحت المدينة تشهد حالة من الانهيار الأمني والاقتصادي. تُمارَس عمليات النهب بشكل يومي، حيث يتم السطو على ممتلكات السكان، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات. المزارعون، على سبيل المثال، يتعرضون لسرقة محاصيلهم، بينما تُفرض الإتاوات على التجار والمحال التجارية. حتى المنازل لم تسلم من عمليات السرقة والنهب، حيث يتم تفتيشها ونهب ما فيها تحت ذرائع واهية.
الانتهاكات بحق المدنيين
لم تقف الأمور عند حدود النهب، بل تجاوزتها إلى الانتهاكات الجسيمة بحق المدنيين. تقارير حقوقية تشير إلى تعرض السكان للاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، بالإضافة إلى مصادرة الأراضي والممتلكات دون أي مسوغ قانوني. النساء والأطفال، الذين يُعتبرون أكثر الفئات هشاشة، لم يسلموا من هذه الانتهاكات، مما يزيد من مأساوية الوضع في المدينة.
دور تركيا في دعم الفوضى
الدور التركي في دعم هذه الفصائل لا يمكن تجاهله. فتركيا، التي تقدم نفسها كداعم للاستقرار في المنطقة، تُتهم بتسليح هذه المجموعات وتوفير الغطاء السياسي لها. الأهداف التركية تبدو واضحة؛ السعي لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية على حساب معاناة الشعب السوري. بينما تدعي أنقرة أنها تعمل على تحقيق الأمن، فإن الواقع يشير إلى دعمها لفصائل غير منضبطة تُسهم في تعميق الفوضى.
الوضع الاقتصادي المنهار
إلى جانب الفوضى الأمنية، تعاني منبج من انهيار اقتصادي غير مسبوق. فقد توقفت معظم الأنشطة الاقتصادية بسبب الظروف الراهنة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر. السكان، الذين كانوا يعتمدون على الزراعة والتجارة كمصدر رئيسي للدخل، يجدون أنفسهم اليوم في مواجهة واقع صعب يفتقر فيه الكثيرون إلى أبسط مقومات الحياة.
نداء لإنقاذ منبج
أمام هذا الواقع المرير، تُوجه الدعوات إلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتدخل ووضع حد لهذه الانتهاكات. يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في حماية المدنيين وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم. كما يتطلب الأمر جهودًا داخلية من القوى السورية الوطنية للوقوف في وجه هذه الممارسات والعمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة.
ختامًا
منبج، التي كانت رمزًا للتنوع والتعايش، أصبحت اليوم عنوانًا للنهب والفوضى تحت سيطرة فصائل تدعي أنها تعمل من أجل تحرير الشعب السوري. الواقع المؤلم يتطلب تسليط الضوء على معاناة سكانها والسعي إلى إنقاذها من براثن هذه الفوضى التي حولت حياة الآلاف إلى جحيم يومي.