إسرائيل كانت واثقة من بقاء الأسد
قبل سقوط نظام بشار الأسد بأيام قليلة، أكد المسؤولون الإسرائيليون للصحفيين أن الأسد قوي جداً وأنهم لن يسمحوا بسقوطه. هذه الثقة المطلقة لم تكن مجرد تصريحات، بل كانت تعكس موقفاً إسرائيلياً استراتيجياً يرى في الأسد الضامن لأمن إسرائيل على الجبهة السورية.
محاولات إسرائيل لإنقاذ النظام السوري
في السابع من ديسمبر – قبل يوم واحد فقط من سقوط النظام – جرت اتصالات مكثفة بين إسرائيل وروسيا، حيث حاولت تل أبيب الضغط على موسكو لإنقاذ الأسد. لم تكتفِ إسرائيل بالدبلوماسية، بل عرضت التدخل عسكرياً لحمايته، إلا أن الرد الروسي جاء حاسماً: "النظام هش جداً، ولا أحد يستطيع إنقاذه، فالشعب السوري بأكمله صار ضده."
السقوط المفاجئ رغم التطمينات الإسرائيلية
رغم محاولات إسرائيل والإيمان المطلق بعدم سقوط الأسد، انهار النظام كأحجار الدومينو في اليوم التالي. كان ذلك بمثابة صدمة كبيرة للقيادة الإسرائيلية التي لم تتوقع انهياراً بهذه السرعة.
نتنياهو يعترف بالضربة الموجعة
بعد أيام قليلة من سقوط النظام، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعترف بأن إسرائيل تلقت "ضربة موجعة" بسبب سقوط الأسد. لم تكن إسرائيل تخشى الجيش السوري تحت قيادة الأسد، بل كانت ترى أن ترسانته العسكرية في "أيدٍ أمينة". ولكن بعد سقوطه، شنت إسرائيل ضربات مكثفة على المواقع العسكرية السورية، خشية أن تقع الأسلحة في أيدي قوى جديدة غير معروفة التوجهات.
الاستخبارات الإسرائيلية أخطأت التقدير
المفاجئ في المشهد أن إسرائيل، رغم تفوقها الاستخباراتي، لم تتوقع انهيار النظام بهذه السرعة. ولم تكن وحدها في ذلك، فقد كان الاتحاد الأوروبي أيضاً يعمل حتى اللحظات الأخيرة على إعادة تأهيل النظام. هذه الأحداث تؤكد أن أجهزة الاستخبارات، مهما بلغت دقتها، قد تخطئ في تقديراتها، وأن الشعوب قادرة على قلب الطاولة في أي لحظة.
درس للجميع: لا أحد يملك الحقيقة المطلقة
ما حدث في سوريا كان درساً قاسياً لكل القوى الكبرى، فحتى الأنظمة التي تبدو راسخة يمكن أن تنهار بين ليلة وضحاها، وحتى أقوى الاستخبارات يمكن أن تفشل في قراءة الأحداث بدقة. السياسة مليئة بالمفاجآت، والشعوب قد تفاجئ الجميع حينما تتحرك.